يسمعني ولايفضح سري - مصنع المحتوى

يسمعني ولايفضح سري

لا يوجد إنسان ليس لديه ضغوط أو مشاكل ولكن الفرق هو كيف يتعامل الأشخاص مع هذه الضغوط والأهم كيف يعبرون عنها. كلنا نكتب بشكل يومي تقريبا سواءاً بورقة وقلم أو بأجهزتنا الذكية أو باستخدام لوحة المفاتيح. نحتاج الكتابة في إيصال وتدوين المعلومات والتواصل مع الأشخاص وفي الكثير من الإستخدامات.. لكن هل خطر في بالكم يوما استخدام الكتابة كعلاج؟

في رحلتي مع التعلم الذاتي خلال فترة الحجر الصحي لهذا العام قرأت كتاب "الكتابة العلاجية" للدكتور أحمد العرفج والذي يتحدث فيه عن طرق ممارسة الكتابة كعلاج للأمراض النفسية والتي بدورها تعالج الأمراض العضوية. يشرح الكتاب مراحل العلاج بتمارين مفصلة وقصص ملهمة منها قصة الكاتب السعودي عادل الحربي الذي أنهار بعد وفاة زوجته بمرض السرطان وكاد أن يلحق بها إلى أن نصحه طبيب ألماني بالعلاج عن طريق الكتابة.. أن يكتب عن زوجته المتوفاه وحين وافق وكتب أول كلمة "أفتقدتك".. أخذ يبكي ولم يستطع أن يكمل حتى تدرج في الكتابة جملة وراء جملة لدرجة أنه استغنى عن طبيبه واكتفى بالحديث لصديقيه القلم والورق وتعالج كليا.

أهم مافي ذلك هو أن هذا النوع من الكتابة لا يحتاج لأن تكون مبدعا في الكتابة أو مثقفا لأنك ستكتب لنفسك فقط عندما تحتاج إلى الفضفضة وهي كما وصفها الدكتور "كأنك تصرخ على الورق وتخرج الدم الفاسد والقيح والسموم من أعماق نفسك". 

بعد إنتهائي من قراءة الكتاب، فكرت في بعض الحالات التي يمكن الإستفادة من الكتابة العلاجية فيها والتي من شأنها أن تحسن حياتنا وتعاملاتنا مع الأشخاص الذين نتعامل معهم بشكل شبه يومي من أصدقاء أو أقارب. 

يمكن أيضاً للأباء والأمهات أن تطلبو من أبنائكم أن يعبرو عن ما بأنفسهم.. مايقلقهم وما يسعدهم وبماذا يفكرون في قصاصة ورق أو لوحة أو "سبورة" أو أي من الطرق المبتكرة لتشجيعهم على الكتابة والتي قد تكون أسهل لهم في التعبير وإيصال ما لم يتمكنون من قوله مباشرة وقد تتفاجأون بأمور لم تلاحظونها أوكانت لتخطرعلى بالكم أبداً.

أما عني فإذا فكرت يوماً بكتابة مذكراتي كنوع من الفضفضة وعلاج ذاتي لنفسي.. فسوف أسهر أنا والورق وحدنا.. أخبره عن ما يشغل عقلي ويثقل قلبي وبعد إنتهاء السهرة، لن أشارك مذكراتي في الصحف والمجلات ولن أحرقها كما في المسلسلات بل سأمزقها وأرميها في سلة المهملات حتى لا يبقى في ذاكرتي أي آهات.


بقلم: إسراء عالم 
@EsraaAlem

التعليقات